
نفّذ «حزب الله» ردّه الأولي على استهداف الضاحية الجنوبية والقائد العسكري فؤاد شكر، فأعلن أنه «نفذ فجراً المرحلة الأولى من الرد على اغتيال إسرائيل لقائده الميداني فؤاد شكر واستهدف 11 ثكنة ومواقع إسرائيلية في عمق الكيان بـ 340 صاروخاً… وذلك تسهيلاً لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان، وقد عبرت المسيرات بحمد الله كما هو مقرر.
وتم ضرب المواقع التي تم استهدافها وإصابتها في العمق الإسرائيلي وصولاً الى تل أبيب وعكا.
وأطلق أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله على ردّ الحزب على إسرائيل تسمية «يوم الأربعين» تيمناً بذكرى أربعين الإمام الحسين التي تزامنت أمس مع الحدث الكبير.
وأعلن نصر الله، مساء الأحد، نجاح عملية الرد العسكري على اغتيال إسرائيل القيادي في الحزب فؤاد شكر، واتهم تل أبيب بـ «الكذب والفشل». وقال في كلمة متلفزة: «حددنا قاعدة غليلوت كهدف أساسي لعمليتنا، وتتواجد فيها الوحدة 8200 المعنية بالجمع العلني والتنصت والتجسس، وتبعد عن حدود لبنان 110 كلم وعن تل أبيب 1500 متر فقط».
وتابع: «معطياتنا تفيد بأن عدداً معتداً من المسيرات وصل إلى الهدفين المحددين، ولكن العدو يتكتم كما هي العادة». وشدد على أنه «لم تُصب أي منصة للمقاومة قبل بدء العمل، والمقاومة أطلقت 340 صاروخاً، وكل مرابض المسيرات أطلقت مسيراتها رغم الغارات، ولم يتعرض أي مربض لأي أذى لا قبل العمل ولا بعده».
وأضاف «وضعنا ضوابط للرد منها ألا يكون الرد مدنياً ولا بنى تحتية». وأوضح «وضعنا قاعدة «عين شيمرا» ضمن دائرة الاستهداف وهي تبعد 75 كلم عن لبنان و40 كلم عن تل أبيب. كما استهدفنا المواقع والثكنات لاستنزاف القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية ما يتيح أمام المسيرات أن تعبر باتجاه هدفها».
وقال إن «ادعاء الاحتلال أنه دمّر لنا صواريخ بالستية كذب ولم يكن لدينا نية لاستخدامها، ولكن قد نستخدمها في وقت لاحق، والصواريخ التي يتحدث عنها العدو لم تُصَب بأذى، وما قُصِف هو وديان خالية، وبالتالي السردية الإسرائيلية كاذبة وبالتالي عمليتنا أنجزت كما خُططت رغم الظروف الصعبة ورغم وجود المسيّرات المعادية في سماء الجنوب».
أعلن رؤساء ثلاثة مجالس لمستوطنات شمال إسرائيل أنهم سيقطعون الاتصال مع جميع المسؤولين الحكوميين حتى يتم إيجاد «حل كامل وشامل» لسكان وأطفال المجتمعات الحدودية الشمالية، والذي يتضمن تأمينا كاملا لعودة النازحين من منازلهم، وضمان سلامة جميع السكان، والموافقة على خطة اقتصادية لإعادة تأهيل الشمال، حسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لـ «يديعوت أحرونوت».
وقالوا في بيان مشترك صادر عن رئيس «مجلس إقليمي متة آشر» موشيه دافيدوفيتش، ورئيس بلدية المطلة ديفيد أزولاي، ورئيس «المجلس الإقليمي للجليل الأعلى» جيورا زالتس: «لم نهتم بكم طوال 10 أشهر ونصف، ومن الآن فصاعدا أنتم لا تهموننا. لا تتصلوا، لا تأتوا، ولا ترسلوا رسائل. لقد أدرنا الأمور بمفردنا حتى الآن، وسنستمر في ذلك.»
عاشت إسرائيل أمس يوما غير عادي بعد أن واجهت ردا يقول «حزب الله» اللبناني إنه أولي، على اغتيال القيادي فيه فؤاد شكر، في حين قالت المؤسستان العسكرية والسياسية الإسرائيليتان إن الجيش الإسرائيلي استبق الهجوم بضرب أهداف لـ «حزب الله» فجر أمس الأحد.
وادعى الجيش الإسرائيلي إحباطه معظم الهجوم الذي خطط له «حزب الله»، واعترض غالبية التهديدات التي تم إطلاقها باتجاه البلاد منذ فجر أمس. لكن إسرائيل سعت في الوقت نفسه إلى تأكيد عدم سعيها إلى حرب إقليمية أو إلى توسيع التصعيد. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت عن الحرب ضد «حزب الله» ستأتي في المستقبل البعيد وليس الآن، حسب ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية.
وحسب صحيفة «يسرائيل هيوم» فإن إسرائيل أرسلت رسالة لمجموعة من الأطراف الأجنبية للمساعدة في منع التصعيد. وتفيد الرسالة بأن إسرائيل تحركت لإحباط هجوم من «حزب الله» لكنها «لا تنوي تحويل ذلك الى حرب واسعة النطاق».
وقالت الصحيفة إنه «إذا كان «حزب الله» راضيا عن رده اليوم فإن إسرائيل لن توسع الحملة وسيمكن إغلاق ملف اغتيال فؤاد شكر». وتعليقا على التصعيد في جبهة الشمال، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الجيش الإسرائيلي نفذ «ضربة استباقية» قوية ضد «حزب الله»، متوعدا بأنها ليست «نهاية القصة».